بناء المنازل بالطباعة ثلاثية الأبعاد

نيات البناء تطورت مؤخرا، بعضها اكتمل وبعضها لا يزال في مراحل التطوير والتجارب، ومن أهمها بناء المنازل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، والمتوقع بناء أول منزل بهذه الطريقة خلال عام أو عامين في أوروبا. تكنولوجيا الطباعة ثلاثية الأبعاد تستهدف معالجة عوائق حالية مثل الأسعار المكلفة وطول الوقت المستغرق للبناء وجودة وسلامة البناء وتطوير نوعية الوظائف، إضافة إلى رفع المحتوى المحلي لقطاع البناء والمقاولات.

استعرضت وزارة الإسكان الأسبوع الماضي بالرياض نماذج أولية لبناء المنازل بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، وتم اكتمال بناء جدران منزل مساحته 80 مترا مربعا خلال 25 ساعة، وهذا بالطبع نموذج وبإمكان هذه التكنولوجيا بناء منازل أكبر بكثير، وعند نضوج التقنية ستكون الأسعار والجودة والوقت أفضل من التجارب الأولية، الوزارة تعتقد أنها تحتاج من ثلاث إلى خمس سنوات لتجهز هذه التقنية بالمملكة.

تكنولوجيا وتقنيات هذا النوع من البناء هي في الحقيقة أتمتة بناء المنازل التقليدية مع رفع كفاءة وجودة البناء، فمثلا بدلا من بناء المنزل (طابوقة طابوقة)، أصبح بالإمكان برمجة معدات البناء لتبني جميع الطابوق مرة واحدة (بصبة قالب واحد) موفرة الجهد والمال، وهناك تقنيات مكملة لها لبناء القواعد والأسقف والتشطيبات.

لا شك أن دوافع تطوير هذه التقنية من الأساس هي معالجة العوائق الحالية، وأهمها خفض تكلفة البناء وسرعة إنجاز البناء ورفع كفاءة البناء وجودته وسلامته، فالتقنية بكل بساطة هي برمجة معدات ذكية لتقوم بالبناء بدلا من العمال، وهذا ما جعل نوعية العمالة المطلوبة لبناء المنزل هي من مصنعي هذه المعدات ومبرمجي ومشغلي وأخصائيي صيانة وجميعهم مهندسون وتقنيون وفنيون، ذكورا وإناثا.

هذا بلا شك مفيد لتوطين الوظائف بالمملكة، فالعملية ليست فقط استبدال وسعودة عمالة وافدة، بل استبدال عمالة وافدة تقوم بأعمال تحميل وتركيب بأعمال تقنية وفنية وهندسية وهي المناسب للسعوديين والسعوديات حيث التطوير والجدوى والرواتب المناسبة.

خيارات البناء ومراحل تطويره كثيرة، فهناك منازل تبنى بتقنيات كثيرة وبطرق غير تقليدية (مسلحة أو خشبية) وأهمها الخرسانة سابقة الصب المعزولة، والخرسانة الخلوية خفيفة الوزن، والشدات الخرسانية المعزولة، والشدات النفقية، والهياكل الحديدية الخفيفة، ووحدات الخرسانة الجاهزة، ووحدات جاهزة من الحديد الخفيف، وأخيرا طباعة ثلاثية الأبعاد.

هذه التقنية «الطباعة ثلاثية الأبعاد» مع تقنيات أخرى مكملة لا تستخدم لبناء الجدران فقط كما تم عرضه في المعرض التجريبي، بل إنها تستخدم لبناء القواعد والأسقف والتشطيبات الداخلية، وتستخدم هذه التقنية أيضا لصناعة أي مجسم يراد صناعة كميات كبيرة منه، فعملها الأساسي أتمتة أعمال يدوية وشبه أتوماتيكية، حيث يتم إنتاج كميات كبيرة بسرعة وبأقل عدد من العمالة، هذه التقنية مثل الأجهزة التي تعمل على تركيب المجسمات ومشابهة للمعدات التي تستخدم في صناعة السيارات.

بناء المنازل بالطباعة ثلاثية الأبعاد يعد من آخر التطورات التي توصلت إليها أعمال البناء في دول مختلفة لـ «بناء المنازل في أيام» مستهدفة الأسعار والوقت والجودة والسلامة، بالإضافة إلى مواصفات المنازل الصديقة للبيئة (عازلة ومقاومة للمؤثرات البيئية).

 

نقلا عن صحيفة مكة

اترك تعليقك على المقال

سوف لن يتم نشر بريدك الالكتروني اذا كنت لا ترغب بذلك

0 تعليق

كن انت اول من يترك تعليق على هذا المقال